مدرسة الحب الألهي

الاسلوب البديع لمدرسة الحب المجددي

بسم الله الرحمن الرحيم

الأسلوب البديع لمدرسة الحب المجددية

إن  الدارس والمتذوق لينجذب إلى إبداع الأسلوب المتبع في ظهور أدبيات مدرسة الحب الإلهي الكمالي ، حيث تتميز الأدبيات بكونها مُصاغة بأساليب غير تقليدية في التعبير والطرح ، وهي في ذات الوقت لا تعتمد أسلوباً واحداً فتقولب أدبياتها في ذات القالب ، بل إنّ لكلّ منها ظهوره المييز بين الأدبيات الأخرى .

والأساليب لا يمكن تعدادها فحصرها ، فنتاجات هذه المدرسة البديعة لا تزال تشرق كلّ يوم على أرض الأدب بأساليب متنوعة مخصوصة بها .

وندرج هنا بعضاً منها مع أمثلتها :

1- الحوار العرفاني :

وتارة أخرى نجد إنبثاق الحب بتعابير وكلمات قرءانية تقدم فحوى الكلام بتناسق منسجم ، وتارة نجد الحب على لسانٍ غير  بشري ، وتارة نجده متسلسل ، وأخرى منفرد بذاته ، ونجد أسلوباً حواري بين محبين إلا أنهما على شهود ومعرفة في الحب … وإلخ ، وهذا الأسلوب قد يكون بين محبين بشريين ، أو بين محبين بشري وكائن غير  بشري ، فإنّ حواراً في الحب مع وجود المعارف في النص إنما أسلوب بديع تميزت به أبيات هذه المدرسة ومن الأمثلة على ذلك نصّ أدبيّ بعنوان ( تلميذ الشمس ) :

” عندما علمتني أستاذتي الشمس العارفة من عرفانها

قلت : كم انت جميلة

قالت : ولكن الله اجمل

قلت : كلك نور

قالت : نور عن نار والحق نور على نور

قلت : يسطع جمال نورك على الكل

قالت : ولكن تحجبني الشواخص وتنتج الظلال ونور الحق على الكل لايحجبه شاخص ولا ظل

قلت : نورك يغذي النبات

قالت : نور الحق يغذي كل شيء

قلت : يحتاج الكل هنا لضياء نورك

قالت : لكنهم يفقدوني في الليل ويحتاجون نور الحق ليل نهار ولايفقدونه

قلت : كرة نور في السماء

قالت : نور الحق يعم كل الأرجاء

قلت : علمتني كثيرا بهذا الكلام عن الحق انت استاذتي هنا

قالت : وانت تلميذ الشمس في مادة عرفان الشمس ” .

2- تغيير المنظور :

وقد قام سماحته  ونجوم مدرسة الحب الإلهي الكمالي ، بتصحيح وتغيير بعض المفاهيم  والأفكار والمقولات عبر خواطرهم ونصوصهم الأدبية في الحب ، وهذا يعدّ إصلاحاً بالحب وتجديداً لما سبق ، فالمدرسة مدرسة لا تتقيد ببُعدٍ واحد ، إنما الإبحار فيها رحلات ، ومما كان من تلك النصوص المثال الآتي المعنون بـ ( وليام شكسبير ) :

” وليام شكسبير صاغ الحبّ مسرحياتٍ على  مسرح

وصاغني الحبّ مُحبّا يسرح

فمحبوبه تجسّد وتَمَشخص فازداد قيْداً

ومحبوبي أنــــــــتَ

إذ حررتني عند التشخص عند التشخّص فزدتني إطلاقا 

فأطلَقَ عبارتهُ : أكونُ أو لا أكون

وأطلقْتُ عبارتي : تكون ولا أكون  ” .

3- إدراج الحروف :

وهذا الأسلوب من أشد ما ميّز المدرسة الكمالية ، فإن المدارس المتنوعة الكريمة السابقة لم تعهد سابقاً ادراج الحرف في النص المسطور ، فإننا هنا وجدنا أبعاد الحروف من يصيغ أدب الحب في بعض النصوص في هذه المدرسة ، بل مما سمح  لنا التعرف  على عوالمها التي تعدّ مغنما ، ومن الأمثلة على ذلك نص بعنوان (ميمات الجمال ) :

” تتنمّق الميمات الجمالية  ..

في مصفوفات عرشيّة ..

في احسن صور تخليقية ..

بأنفاس مُحبّ غزليّة ..

لتقود معانيها الجمالية ..

بفخرٍ بين الأحرف العليّة  ..

ملؤها الودّ ..

مقدّمة بأرقى المزخرفات الكلامية ..

 للحضرة الربّانية ..

للحضرة الودوديّة .. “

4- قواعد في الحب :

وقد قعّد مؤسس المدرسة قواعداً سار عليها المحبون أبناء هذه المدرسة وأنتجوا فيوضهم في الحب وأكملوا في ترسيخ القواعد ؛ فيأتي المغنم الكلامي بأوج معانيه وعمق أبعاده في جملٍ إجمالية ، ومن القواعد التي وضعها سماحة المؤسس ما سُطر في كتاب خاص به وهو  كتاب ( قَوَاعِدُ الْعِشقِ الهانيبالي الكَمَالِيِّ ) ، ومن القواعد ما أُطلق في لوحات غرافيكية إلكترونية ، ومنها ما نُصّ نصوصاً .

5- ترجمان آيات القرءان الكريم :

تمتاز مدرسة الحب الإلهي الكماليّ بأنّ لها في التّرجمان  بُحوراً ، وترجمان القرءان علم  من علوم الحب التابعة لعلوم هذه المدرسة ، حيث برع العاشقون فيها في ترجمات  لامعات للآيات الكريمات ، حيث تُترجم الآيات لتُقرأ بلسان حب ، ومن تلك النصوص الترجمانية نص بعنوان ( ألم نشرح ) :

” ألم نشرح  بحبنا العظيم  صدرك ..

فالصدر يتنفس رقائق الحب …

وينبض ما فيه بنبض العشق ..

فالساري من الصدر .. الحب بحب ..

فانشرح … فيك الحب انشرح ..

ورفعنا عنك وزرك ..

فما بقي في الصدر المشروح  سوى  حب  مفضوح ..

فأي وزرٍ يرتبط بكافك ؟! .. والحب روح أنفاسك .. “

وذلك ترجمان الآيات :

{ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ {1} وَوَضَعْنَا عَنكَ وِزْرَكَ {2} الَّذِي أَنقَضَ ظَهْرَكَ {3} سورة الشرح

 

 

بقلم : المهندسة د.سارة الجعبري

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى