مجلة كلمة الله تعالى

(مناظرة – بقلم : الأستاذ الشيخ عبد الهادي دنون – العدد (68

بسم الله الرحمن الرحيم

و الصلاة والسلام على معلّمنا وسيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ومن تبعهم إلى يوم الدين أجمعين

الذي حثني على كتابة هذه المقالة أعزائي القرّاء الفهم المغلوط لمعنى المناظرة الصحيحة فقد جاء في كلٍ من المعاجم التالية لمعنى كلمة مناظرة :

في معجم لسان العرب : المُناظَرَةُ : أَن تُناظِرَ أَخاك في أَمر إِذا نَظَرْتُما فيه معاً كيف تأْتيانه .

وفي معجم مقاييس اللغة : الميم والثاء واللام أصلٌ صحيح يدلُّ على مناظرَة الشّيءِ للشيء .

وفي معجم القاموس المحيط : والنَّظيرُ والمُناظِرُ : المِثْلُ .

والذي نراه في زمننا الحالي كلٌ يغني على ليلاه ، فقد تشاهد على شاشة التلفاز في بيتك إحدى القنوات الفضائية في برنامج يتحدث عن موضوع علمي في اختصاص معيّن ولنفرض أنه الحديث عن دواب السماوات ، فتأتي القناة بإستضافة شخصين الأول منهم ذو معرفة ومكانة عالية ومختص بهذه العلوم والثاني لا دخل له بهذا العلم لا من قريب ولا من بعيد ، والأغرب من ذلك أن القناة تعلن بعنوان الحلقة عن مناظرة علمية ؟؟ وللأسف الشديد الناس لا تعرف هذه الحقيقة البشعة وأبعادها ولا تشاهد في الحلقة ما هو خارج عن العلم والمناظرة العلمية ، ولماذا ؟؟؟ لإن المعادلة لم تكتمل ، فالذي لا يملك العلم لا يستطيع أن يناظر .. والذي يملك العلم لا يستطيع أن يناظر من هو غير موجود أصلاً ، فأي دليل وأي حجة وأي برهان لتقنع الغير متعلم ؟؟ لأنه ليس بمثل ليناظر الذي يملك العلم .

فلا تلوث أخي القارئ فكرك وتفسد معتقدك .. وكن على علم ودراية بالذي تختزنه بذاكرتك وذاكرة أولادك وعائلتك لأنك محاسب يوم القيامة أمام رب العالمين .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى