مدرسة الحب الألهي
جمع المشاعر وتنوعها في مدرسة الحب المجددي

بسم الله الرحمن الرحيم
جمع المشاعر وتنوعها في مدرسة الحب المجددية
إنّ هذه المدرسة الكمالية قامت على تقديم صورة متكاملة في الحب ، حيث يُلاحظ غنى النصوص بالمشاعر المتنوعة ، فالمحب الواحد منهم يعبّر بكمالٍ بين جلال وجمال ، خوف واطمئنان ، حزن وفرح .. إلخ ، فلقد اعتاد المعبّرون والشعراء والكتّاب على أن يتبعوا نظاماً معيّناً ينتقل بين أسلوبين في المشاعر أو أكثر بقليل ، إلا أننا هنا نجد شخصية أدبية تتكامل ظهوراتها الحسية ، ونجد انتقالات في المشاعر وتنوّع غزير .
فإن المحب يعبّر بمشاعر الخوف في بعض أحوال جلاليات الحب ، ونجده في زاوية أدبية أخرى تخرج منه أشد التعبيرات الشعورية اطمئناناً وفرحاً في موقفٍ جماليّ للحب ذاته ، فهو يجمع في مشاعره بين هذه وتلك ، وذلك من خصوبة أرواحهم وانطلاقها في الأبعاد الشعورية ، وعدم انحصارها في بُعدٍ شعوريّ واحد تدور في فلكه .
وهذا الأمر يولّد نصاً ألفاظه متنوعة خصبة لخصوبة الروح المفرزة لتعبيراتها ، فروح لم تتقيد في ذات البعد ، بل لها طوافها في أكثر من فلك يحثّها على التعبير المناسب لكلّ منها ، وبالتالي ألفاظاً ومفردات متنوعة .
فهذه الأذواق الشعورية المتنوعة والجمع بينها في ذات الكاتب المُحب إنّما سمة تميّز أدبيات مدرسة الحب الإلهي الكمالي .
ومن الأمثلة على ذلك نصّان لذات أحد أبنائها وهي الأستاذة هناء صبري :
1- عوالم شعور جلالية بعنوان ( عجبت منك ومن حبك ) :
” واااااه من حبك .. فحبك لا يشبه اي يحب الانا فاعلة والغيرة حاصرة
كمالي بوصفه .. به جلال يستعذب المحب ..
ينزع من قلبك اي حب غيره فلا تجد بنفسك الا الهروب منه إليه مجبراً ومسيراً
يغلق أبواب غيره ويبقى بابه هو ليحتضنك بودوديته ورحيميته فيغدق عليك بفيض من اللطف تارة يضحكك وتارة يبكيك وفي الحالتين أنت في عينه ..
جبروت الرحمن قلبك بين اصبعيه ورغم الجلال فاللطف لا يطبق عليك بل يقلبك كل يوم في شأن .. “
2- عوالم شعور جمالية بعنوان ( الحب ) :
” الحب رقراق كنقاء الماء العذب ترى جماله وجمال ذاته كالحور العين ..
بشفافية روحه ولطائف أنواره يأتي كالشمس بفجر نهار فيزهر ربيع القلوب ..
وكالقمر بلب اليل لينير لسائلين والعاشقين لباب اسرارهم ..
هو كالنبضة لصاحبه ان انتظم سار ووصل وإن زاد اصابه الشغف والهيام ” .