مجلة كلمة الله تعالى

(الدعاء – بقلم : الدكتورة رفيف صفاف – العدد (64

 اللهم صلِّ على حبيبي و جدّي محمد سيد الدعاء و أكمل البشر و آله و صحبه و سلم تسليماً مطلقاً

 

الدعاء : هو الطلب على سبيل التضرع ، و قيل رفع الحاجات إلى رافع الدرجات ينفع الأحياء و الأموات إن دعوت لهم ، و يضرهم إن دعوت عليهم .

عن أنس رضي الله تعالى عنه قال : ” دعوة المظلوم مستجابة و لو كافراً ” ، فكيف به مؤمنا !

أما في قوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم : { وَمَا دُعَاءُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ } الرعد 14، فمعناه أنه لا يستجاب لهم في خصوص الدعاء بتخفيف عذاب جهنم عنهم يوم القيامة .

و روى الحاكم و صححه ؛ أنه صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال : ” لا يغنى حذر من قدر و الدعاء ينفع مما نزل و مما لم ينزل ، و أن البلاء لينزل و يتلقاه الدعاء فيتعالجان إلى يوم القيامة “.

و الدعاء ينفع في القضاء المبرم و القضاء المعلق ، أما القضاء المبرم فإنه واقع لا محالة ، إلا أن الدعاء هنا يفيد التلطف في هذا القضاء المبرم ،و مثاله أن يقضي الله تعالى قضاءً مبرماً بنزول صخرة على فلان فإذا دعا الله تعالى نزلت عليه الصخرة مفتتة كالرمل دون أذى .

و أما القضاء المعلق فإن الله تعالى يرفع القضاء – الذي عُلّق رفعه – بالدعاء ، و ينزل القضاء – الذي علّق نزوله – بالدعاء .

و من شروط الدعاء أكل الحلال ، و أن يدعو الله تعالى و هو موقن بالإجابة ، و ألا يكون قلبه غافلاً ، و ألا يدعو بما فيه إثم و قطيعة رحم أو إضاعة حقوق المسلمين ، و ألا يدعو بمحالٍ و لو عادة لأن فيه إساءة أدب مع الله تعالى .

و من آداب الدعاء أن يتحرى الأوقات الفاضلة كأن يدعو في السجود و عند الأذان و الإقامة ، و منها كذلك تقديم الوضوء و الصلاة على الدعاء ، و استقبال القبلة ، و رفع الأيدي تضرعاً ، و تقديم التوبة ، و الإعتراف بالذنب و الإخلاص ، و الافتتاح بالحمد و الصلاة على النبي و ختمه بها .

أما الإجابة فمتعلقة بالإرادة واعدام المصيبة فيهم متعلق بالمشيئة ، لقوله تعالى بعد بسم الله الرحمن الرحيم : { بَلْ إِيَّاهُ تَدْعُونَ فَيَكْشِفُ مَا تَدْعُونَ إِلَيْهِ إِنْ شَاءَ..} الأنعام 41، أي علق كشف الضر عنهم بمشيئته ( إن شاء ) ، و أما في قوله تعالى : { ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ } غافر 60 ، و قوله تعالى : { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ } البقرة186 ، ففي قوله تعالى : أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ أي اردت في ذاتي الإستجابة لدعاء من دعاني .

 

اللهم اكتب لنا بر الدعوة و اجعلنا من مستجابي الدعاء

برحمتك يا أرحم الراحمين

و الحمد لله رب العالمين

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى